عقلية الضحية Victim mentality : هل الاخرين شياطين أم أنك فقط تعيش دور الضحية ؟

E_COPY
0

عقلية الضحية Victim mentality
" في نظر أصحاب عقلية الضحية هو ليس ضحية وإنما مظلوم يستحق العدالة في العالم غير عادل "


الحياة هي المزيج بين الأبيض والأسود بين الفرح والحزن بين أوقات الرفاهية والرخاء وأوقات الضيق، وبالتالي فإن جميع البشر يمرون بأوقات الركود ويفشلون ويشعرون بالخوف ويواجهون صعوبات كل يوم، هناك دوما تجارب تنتج عنها أوقات وظروف جيدة وهناك العكس وهكذا يعيش جميع الأفراد حتى موتهم...


ولكن هناك نوعا من البشر الذين يبالغون في معاناتهم ويتصرفون على أنهم هم فقط من يعانون رغم أنه لا وجود من الأساس لحياة سهلة أو خالية من المشاكل ولا وجود لأشخاص من دون صعوبات ومشاكل وعوائق فما دام الفرد على قيد الحياة فهو في معركة بين الأبيض والأسود..


قد تكون كل مشاكلك في الحياة فقط بسببك لنرى كيف ...



سنتحدث عن :
مفهوم عقلية الضحية 
علامات تنذر بميلك لعقلية الضحية 
الأبعاد النفسية لعقلية الضحية 
1. الحاجة للاعتراف
2. عدم التعاطف 
3. الأخلاقية النخبوية 
4. اجترار الأفكار 



مفهوم عقلية الضحية :

عقلية الضحية هي حالة من الهروب من الواقع يلجأ فيها الفرد إلى اكتساب أفكار وسلوكيات مختلفة، بحيث يتبنى الفرد حالة يشعر فيها بأنه مظلوم ومهمش لتجنب المسؤولية الذاتية أو للفت الانتباه، إضافة إلى اعتقاده أن الظروف الخارجية هي سبب مشاكله وتحدياته.. 

الأشخاص ذوي عقلية الضحية في قرارات أنفسهم هم دائما المساكين والعالم الذي يعيشون فيه هو السبب في كل الأحداث والظروف السيئة التي يعيشونها..

أصحاب هاته العقلية يمكن معرفتهم بسهولة من خلال كلامهم الدائم حول كم أنهم مساكين وأنهم ضحايا سواء لعائلاتهم أو مجتمعهم إنهم دائما يريدون أن يعتذر العالم منهم .

4 علامات تنذر بميلك لعقلية الضحية :

يتشارك أصحاب عقلية الضحية في ميلهم إلى : 
* رغبتهم في سماع اعتذار من الأشخاص الذين يزعمون أنهم أذوهم حسب روايتهم .

* تهويل المشاكل وتكبير المواضيع البسيطة وأخذ كل شيء على مستوى شخصي .

* عدم تخطي الماضي فقد تجد أنهم يحتفظون بأفكار ومشاعر من الطفولة أو من وقت طويل .

* إلقاء اللوم على الأشخاص عندما يتصرفون بطريقة غير لائقة أو مؤدية مثل "انتم السبب لقد جعلتموني أغضب / لو لم تتصرفوا بهذه الطريقة معي في الماضي لما أصبحت هكذا / كلامي ليس مؤدي أنتم تستحقونه لأنكم السبب فيه إنها العدالة فقط " .


* شعورهم بأنهم أكثر الأشخاص أخلاقا في العلاقة بمعنى أن أي مشكلة أو تقصير في العلاقة فهو بسبب الطرف الثاني. 


يجدر الإشارة إلى أنه لا يعني  أن الأشخاص الذين تعرضوا لصدمات سيئة في الطفولة انهم سيتبنون دور الضحية ، إنهم موضوعين مختلفين رغم التقائهم وتشابهم في بعض الحالات النفسية ، حيث أكد الباحثين أنه يمكن للأشخاص أن يتبنوا دور الضحية دون الحاجة لتعرض لصدمات أو الايذاء. 


خلاصة القول التعرض لصدمة قوية لا يعني أن يطور الشخص عقلية الضحية ، وعدم التعرض لصدمة شديدة أو لظلم لا يعني عدم وقوع الفرد في عقلية الضحية .

الابعاد النفسية لعقلية الضحية :

الابعاد النفسية لعقلية الضحية :

"عندما تلقي اللوم على الآخرين، أنت تمنحهم السلطة على حياتك. عندما تلقي اللوم على نفسك، أنت تتحكم بمستقبلك." إريك باو

تقترح الدراسة الفردية التي أجرها باحثين في علم النفس تحت عنوان "tendency for interpersonal victimhood" أي "الميل لعقلية الضحية بين الأشخاص"، أربعة أبعاد لميل الشخص لعقلية الضحية :


الحاجة للاعتراف :

يسعى الشخص للحصول على اعتراف الآخرين بكونه ضحية، إن شعور الحاجة للحصول على اعتذار من الآخرين واعترافهم بخطئهم هو شعور طبيعي وضروري في كثير من الأحيان لعلاج الشخص وتجاوزه صدمته الشديدة حيث يخفف هذا شعوره بالظلم ويسترجع ثقته في نفسه وفي العدالة.. 

حيث إن الرغبة في رأيت المؤذي نادما كفيلة بجعل الضحية يهدأ ويعالج ولعلك كنت منهم أو سمعت شخصا يقول "أريد أن أجعله يندم لفعل هذا بي/ أو سوف يندم لتركي..." إن التعرض لظلم يكسر ثقتنا بأنفسنا وبالعدالة وبالعالم الذي نعيش فيه فيصبح الشخص حاقدا على جميع الأشخاص وبالتالي فإن حصوله على الاعتراف بكونه ضحية يعيد ثقته.

إن ما يجعل هذه الحالة غير طبيعية هو المبالغة حيث أن أصحاب عقلية الضحية TIV دائما يسعون للحصول على الاعتراف من كل شخص وعلى أبسط الأشياء..


الأخلاقية النخبوية :

يملك ذو عقلية الضحية صورة سيئة عن ذاته فحتى لو وجد اشخاص يحبونه ويعاملونه بطريقة جيدة فهو سوف يحاول دفعهم الى معاملته وفق تصوره وذلك إرضاء لشعور عدم الاستحقاق لديه والنظرة السلبية لذاته.. 

لذلك يطور آلية دفاعية تعرف بالتفوق الأخلاقي وهي حالة شعورية يشعر فيها الشخص بالسمو والنقاء وأنه متفوق أخلاقي عن كل البشر، إنه الحالة التي يصبح فيها الشخص ينظر للأشخاص والاشياء باللونين الأبيض والأسود _ملاك أو شيطان_ وباعتبار أن البشر مزيج بين الخير والشر فهو سيراهم باللون الأسود فقط وهو الملاك الوحيد.. 

لذلك يظن أن الكل يحاول إيذاءه، وفي كل علاقاته كان هو الشخص المضحي والملاك وأي مشكلة أو تقصير في علاقاته سببها الطرف الآخر وذلك ليحمي نفسه من الألم وفي محاولة منه للحفاظ على صورة إيجابية عن ذاته وتجنب الألم.


عدم التعاطف :

يشعر أصحاب عقلية الضحية دوما أنهم يعانون وكل ناس ضدهم والحياة لا تحبهم وظروفهم هي الأسوأ، هم فقط من عانوا كثيرا في الحياة..

إنهم ضحايا لمجتمعهم وظروفهم، وهذا يؤدي بهم إلى التقليل والاستخفاف بحجم معاناة الآخرين، إنه يعتبر أنه عاش ما يكفي من المشاكل وليس ملزما بالتعاطف مع أحد ولا يحتاج إلى سماع مشاكل أخرى وهو ما يجعله يلتف حول ذاته فقط ولا يتقبل سماع مشاكل أشخاص آخرين...


ويتطور ذلك إلى التنافس في الألم، نحن نرى هؤلاء الأشخاص في كثير من الأحيان _عندما تخبره عن مشكلة تواجهك سوف يخبرك أنك لم تر شيئا وأنك لو رأيت مشكلته سوف تصمت_، إن أصحاب عقلية الضحية سوف يتنافسون معك دائما في محاولة منهم لإقناعك بكونهم هم من يعانون فقط وهذا يجعلهم أشخاصا أنانيين لا يتعاطفون مع الآخرين.


"الضحية دائما يبحث عن العدل ولكن بطريقته الخاصة وعلى أبسط الأمور .."

اجترار الأفكار:

إن الأشخاص الذين يملكون عقلية الضحية دائما تجدهم تائهين في ذكرياتهم الماضية أنهم تقريبا يعيشون هناك ولهذا تجدهم يبررون أفعالهم بما حدث معهم في الماضي كأنهم ينتقمون مما حدث معهم، إنهم أكثر الأشخاص الذين قد تجدهم يتذكرون أحداثا مر عليها ظهر من الزمن وأحيانا تجد أنها أحداث لا تستحق.


إن الأشخاص الذين تعرضوا لصدمات شديدة "trauma" يميلون لتذكر ذكريات قديمة لأنها ذكريات امتزجت بمشاعر قوية وبالتالي صعب نسيانها ولهذا قد يذهب هؤلاء الأشخاص لعيادة نفسية ليعرفوا كيفية معالجتها ويبحثون عن حلول ليعرفوا السبب وكيفية معالجتها قبل أن تتطور لتفكير زائد يشل تقدمهم في الحياة...



وهذا هو الاختلاف بين شخص عانى من صدمة ويفكر في الماضي ليجد حل ويفهم نفسه ويعالج نفسه والآخرين، وبين ذي عقلية الضحية الذين يفكرون في الموضوع بشكل متكرر ولكن ليس بغرض البحث عن حل وإنما فقط لكي يشبعوا شخصية الضحية داخلهم.. 

وذلك بسبب سيطرة الخوف عليهم بحيث يعتقدون أنهم إن نسو الألم فقد يتألموا مجددا إنها آليات لدفاع لكي يهربوا من الألم ولكنهم بذلك يمنعون أنفسهم من أن ينضجوا عاطفيا.

تذكير بالمرجع :

لقد تناول هذا البحث مثالا عن جماعة عرفوا بعقلية الضحية ألا وهم اليهود حيث حيث قال الباحثون إنهم وبعد ما حدث لهم في الماضي طوروا عقلية الضحية بل وورثوها حتى لكل أجيالهم.. 

حيث يعتبرون أنفسهم تعرضوا لظلم من العالم وأنهم هم الضحية وبالتالي فهم يخافون من حصول ما حدث لهم من قبل ولذلك يورثون عقلية الضحية لأجيالهم وهذا يلاحظ في وقتنا الحالي وفيما يحدث.    


شكرا على وقتك إذا أعجبك مقالنا شاركه مع أصدقائك..
بالتوفيق ...













Tags

إرسال تعليق

0تعليقات
إرسال تعليق (0)